التفسير المختصر لسورة الإخلاص (القرطبي)

التفسير المبسط لسورة((الإخلاص)) من الكتاب القرطبي

سورة(( الإخلاص ))

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
قوله تعالى (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) ))

قوله تعالى : (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))أي الواحد الوتر الذي لا شبيه له ، ولا نظيرَ ولا صاحبةَ و لا ولدَ و لا شريك . و أصل (( أَحَدٌ)) وحَدَ ؛قلبت الواو همزة
قوله ((اللَّهُ الصَّمَدُ)) أى الذي يُصْمَد في الحاجات .
و قال قوم : الصمد الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال . و قيلل : تفسيره مابعده (( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ)) قال أُبَىُّ بن كعيب:الصَّمَد الذي لا يَلِد و لا يولدُ؛لأنه ليس شىء يولد إلا سيمت,و ليس شىء يموت إلا يورث. وقال إبن عباس أيضا و أبو وائل شقيق بن سلمة و سفيان: الصمد هو السيد الذى قد أنتهى سُودَدُه في أنواع الشرف و السُّودد

و قال أبو هريرة : إنه الُمسْتَغْنىِ عن كلّ أحد.و المحتاج إليه كلُّ .و قال السدىّ: إته المقصود في الرغائب ، و المستعان في المصائب
و قال الحسين بن فضل: إنه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد .

أهل التفسير قالو : نزلت الأية جوابا لأهل الشرك لمّا قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم: صِفْ لنا رَبّك ، أمِنذهب هو أم مِن نُحاس أم مِن صُفر؟
فقال الله عز وجل ردَّ عليهم : ((قل هو الله أحد ))
ففي ((هُوَ)) دلالة على موضوع الردّو مكان الجواب ،
و روى الترميدي عن أبي كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اْنُسبْ لنا رَبّك ؛ فأنزل الله عزوجل ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ ))و الصمد الذي لم يلد ولم يولد ؛ وليس شىء يولد إلا سيموت،و ليس شيء يموت إلا سيورث، و أن الله تعالى لا يموت ولا يورث
((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) قال : لم يكن شبيه له ولا عِدلْو ليس كمثله شيء .ورُوِىَ عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتم فقالوا : انْسُب لنا رَبّك . قال : فأتاه جبريل بهذه السورة (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )) فذكر نحوه، ولم يذكر فيه عن أُبَىّبن كعب ، وهذا أصح ؛ قاله الترميدي

و عن عركمة نحوه. و قال ابن عباس : ((لَمْ يَلِدْ )) كما ولدت مريم و لم يولد كما ولد عيسى و عُزير.و هو رد على النصارى وعلى من قال : عُزير بن الله((وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) أي لم يكن مِثْلاً أحد.
و إن كان خطاء فمن نفسي و الشيطان و إن كان صواب فمن الله وحده

جزاكم الله خير

أتمنى مراجعة كتاب القرطبي للتفسير

شكرا على مرورك يا روز