الاسلام دين العدل و الانصاف
كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن موضوع المساواة بين الرجل و المرأة ، وتعالت أصوات تطالب بتحقيق هذه المساواة ، وبسن قوانين وتشريعات تكرس لهذا المبدأ ، علما بأن الدين الاسلامي كان سباقا الى وضع اللبنات الألاساسية لذلك ، حيث نجد في قوله تعالى : ّ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ّ تجسيد صارخ لمبدأ المساواة في الحقوق و الواجبات بين كلا الطرفين ذكرا كان أم أنثى ، كما نجد قوله تعالى في سورة النحل أيضا: ّ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ّ ، وفيه دليل قاطع على المساواة بين الجنسين في الجزاء . فعن أي مساواة نبحث ؟؟ و أي مساواة نريد؟؟ ان الله سبحانه وتعالى وهو الخالق البارىء ، العالم بخلقه قد وضع كل شيء في مكانه ، ووزع المهام بين الرجل و المرأة كل حسب طبيعته البشرية وحسب ما يتناسب مع بنيته الفيزيولوجية . لم يظلم أحدا تبارك وتعالى ، ولم يميز بين الرجل و المرأة الا فيما يخدم مصلحتهما معا ، لأنه جل وعلا هو الأدرى بشؤونه ولديه حكمة ربانية في ذلك لا يعلمها سواه. ان من ظلم المرأة وانتزع منها حقوقها ليس الدين الاسلامي ، انما العادات و التقاليد الخاطئة التي توارثتها الأجيال ، أما الاسلام فقد أعطى لكل ذي حق حقه ولم يميز بين الرجل و المرأة الا في أنهما من جنسين مختلفين ، ولا ننسى أن المراة قد خلقت من ضلع الرجل ، كما أن الله سبحانه وتعالى قد منح الرجل مكانة أعلى لتخصيصه بالقوامة حيث يقول جل وعلا : ّ وللرجال عليهن درجة ّ ، فقد أعطى سبحانه وتعالى الرجال صفة القوة و الشدة والقدرة على تحمل العناء ، في حين خص النساء بصفات العطف و الحنان و الرقة ليجعل بذلك من الجنسين المختلفين جنسين متكاملين الواحد منهما يكمل الأخر ، والا كان حال الدنيا سيكون غير الحال ووضعها غير الوضع الذي نحن عليه اليوم . ان الله سبحانه وتعالى حين فرق في الارث بين حصة كل من الذكر و الانثى لم يكن ذلك من باب العبث حاشا لله ، انما تعزيزا لمبدا القوامة الذي أسنده كدور للرجل وجعل بموجبه نفقة النساء من منطلق ذلك انصافا لكلا الطرفين وزيادة في العدل بينهما . لعل ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن ديننا الحنيف هو دين العدل و الانصاف ، دين صالح لكل زمان ومكان ، والعيب كل العيب ليس في ديننا بل فينا نحن ، نحن من ابتعدنا كثيرا عن تعاليمه ، تخلينا عن قيمنا وارتضينا لأنفسنا قيما مستوردة من صنع الانسان ، كلها نقائص وثغرات في الوقت الذي ينطق ربنا عن حق ولا يفعل الا الحق . لنراجع أنفسنا قبل أن نلقي اللوم على الدين ، لنعد الى الحقيقة في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، حتما هناك سنجد كل شيء مفصلا ومكتوبا وسندرك وقتها أننا من ضللنا الطريق . قال صلى الله عليه وسلم : ّ النساء شقائق الرجال ّ . فهل هناك أسمى وأصدق من قول الله تعالى وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ؟؟ بالله عليكم راجعوا أنفسكم قبل أن يفوت الأوان ، جردوا أنفسكم من بعض الأقاويل الخاطئة و البدع المضلة التي ينشرها البعض تحت ذريعة العرف و العادة ، وهي في الأصل
لاهي من ذاك ولا من ذلك